"الأمم المتحدة" تطلق مشروعاً لاستعادة النظم الإيكولوجية في طاجيكستان
"الأمم المتحدة" تطلق مشروعاً لاستعادة النظم الإيكولوجية في طاجيكستان
استفاد أكثر من 5 آلاف شخص في أربع قرى في منطقتي "بنجيكينت" و"أيني"، في طاجيكستان من أنشطة مشروع "بناء المرونة في مواجهة تغير المناخ في قطاعي الزراعة والمياه في ريف طاجيكستان"، الذي أطلقه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ووفقاً لبيان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن المشروع الذي تم إطلاقه 2019، استهدف الحد من مخاطر الفيضانات المفاجئة وتدفق الحطام من “مستجمعات المياه الصغيرة” إلى المستوطنات من خلال استعادة النظم الإيكولوجية لمستجمعات المياه الصغيرة وإيجاد حلول مستدامة لاستخدام الموارد الطبيعية.
وأوضح البيان أنه تم تصميم نهج للمشروع محدد بقيادة المجتمع المحلي، بهدف إعادة تأهيل مستجمعات المياه الصغيرة واستخدام طرق منخفضة التكلفة لجعل التكرار من قبل المجتمعات الأخرى التي تواجه تحديات مماثلة أمرًا ممكنًا.
وتعد "ادي زرافشان"، إحدى المناطق الجبلية في طاجيكستان، حيث أدى الاكتظاظ السكاني وإزالة الغابات على نطاق واسع في التسعينيات إلى تدهور واسع في مستجمعات المياه بها، مما أدى إلى حدوث فيضانات مفاجئة متكررة وتدفق الحطام من منحدرات مستجمعات المياه كلما حدث هطول أمطار غزيرة أو ذوبان ثلجي سريع.
وأصبحت هذه الأحداث أكثر تدميراً في السنوات القليلة الماضية بسبب كثرة هطول الأمطار وأنماط الجفاف الناجمة عن تغير المناخ، ويتم تحديدها الآن على أنها واحدة من أكبر التهديدات التي يتعرض لها السكان المحليون.
ويتضمن المشروع، استعادة الغطاء النباتي من خلال تقليل ضغط الرعي الناتج عن التسييج وتغيير ممارسات الرعي، وإيجاد حلول لإبطاء جريان المياه والتي تضمنت تدابير مادية منخفضة التكلفة للتحكم مثل سدود فحص التراب والخنادق الكنتورية، واستخدام الأساليب "الخضراء" لتقليل المخاطر على المدى الطويل التي يتم تحقيقها من خلال تدابير المكافحة البيولوجية، و"الحواجز الحية"، مثل زراعة الأشجار والشجيرات.
وتمت معالجة الفيضانات المفاجئة وتدفقات الأنقاض تدريجياً من أعلى مستجمعات المياه نزولاً إلى المستوطنات المعرضة للخطر من خلال بناء بنى تحتية "خضراء" على ارتفاعات عدّة في كل مستجمعات المياه الصغيرة، حيث تسمح هذه الطريقة بشكل فعال بإبطاء التدفقات على طول المنحدرات وإيقاف التطور العلوي والمتوسط للأخدود.
وساهم القرويون في تنفيذ المشروع من خلال القيام بأعمال يدوية تزيد قيمتها على 5000 دولار أمريكي، كان القصد من نهج "تعبئة المجتمع" هذا هو بناء قدرة طويلة الأجل والتزام المجتمعات وإثبات قابلية تكرارها.
ومن النتائج التي تم تحقيقها حتى الآن: بناء أكثر من 30 حاجزًا -للتخفيف من التدفق- وخندقًا محيطيًا، تكملها "حواجز معيشية" متعددة في الأخاديد، وتسييج 1.41 هكتار للمناطق المعرضة للخطر، وزرعها بـ462 نوعاً من الأشجار والشجيرات المتنوعة.
بالإضافة إلى ذلك، دعم المشروع إعادة تأهيل سدين خرسانيين مشيدين سابقًا وتنظيف الركام المتراكم.
توضح هذه المبادرة المستدامة أنه من خلال الإجراءات التعاونية منخفضة التكلفة التي تستهدف جذور المشكلة، يمكن للمجتمعات المحلية أن تكون جهات فاعلة قوية في معالجة آثار تغير المناخ.
وتعد طاجيكستان إحدى الدول المعرضة بشكل كبير للمخاطر الطبيعية بسبب تضاريسها الجبلية، والتي غالبًا ما تعاني من الفيضانات المفاجئة وتدفقات الحطام والانهيارات الأرضية وما إلى ذلك.